Coincidence or fate

لم تعد تتحمل اكثر ... كان الوضع يقودها للجنون... كيف تُوقف كل هذا... الم ينتهي الصراع بموت والديها؟.. لماذا كل هذاالطمع.. لم تعد تتحمل اكثر ارادت ان تخرج من هذا السجن الذهبي.. ارادت ان تعيش حره ولو لمره في حياتيها... لقد نفذ منها الصبر ولم يعد بقدورها ان تتحمل المزيد لطالما شعرت بانها مقيده بمالها... اقفلت كارا الباب ورائها وسحبت المكتب الصغير ووضعته خلف الباب لتمنعهم من الدخول الى غرفتها.. سمعت صوت خطواته وهي تدب بالارض تعبر عن ثورة غضبة... ثم تالتها ضربات قوية على الباب.. لم يرد بها الطارق الاستأذان بل اراد ان يخلع الباب من مكانه...سمعت كارا صوته الكريه الغاضب جعلها تشمئز منه رغم الفاصل الذي بينهما...
جون: افتحي الباب... اني انذرك.. هذا تحذيري الاخير.. سوف توقعين على الاوراق وهذا نهائي..
كانت كارا تسمع كلامه وهي غير مقتنعه.. لم ترد عليه ليس لانها لا تستطيع.. بل لانه لايوجد من الكلام ما يقال اليه.. نظرت بارجاء الغرفه محاولة ان تحبس دموع القهر من النزول لكي لا تعلن انكسارها لهذه الظروف فهي تستطيع ان تتولى امرها جيدا ولكن بعيدا من هذا المكان.. بعيدا عن هذا المكان... نعم هذا ما جال ببالها وهي تسمع صرخاته وتهديده من وراء حاجزها المتداعي... الذي سينهار بضرباته القويه... نهضت من مكانها واخذت حقيبة صغيره واخذت ما تحتاجه من سجنها الذهبي ...فتحت النافذه كان الجو غائما يعلن عن وصول عاصفة ممطرة نظرت للاسفل كانت المسافه عاليه ولكن لم تترد.. فعلت ما يمليه عليها عقلها.. تسلقت اعمدة المنزل المصمم على الطراز الفكتوري ذو اعمده عاليه ونقوش بارزه قد مر عليها الزمان وتغير شكلها... تمسكت كارا بالاعمده ومررت يديها حول حافة النافذه ونزلت بتروٍ وحذر... اخذ اصابعها تنزلق ولم تستطع ان تتوازن اكثر ولكن لم يبقى لها سوى القليل لتصل الى الارض.. ولكن قوتها قد خانتها وارتطمت على الارض بقوة... استجمعت ما تبقى من قوتها ونهضت وهي تشعر بألم شديد.. كما وان كل عضمة من جسدها قد تحركت من مكانها.. حاولت ان تقف فشعرت بألم في قدمها ولكن لم يكن هذا سببُ يجعلها تتوقف... سوف تخرج من هنا بأي طريقه حتى اذا تطلب منها هذا ان تخرج زحفا على يديها... ركضت بجانب السياج كي لا ينتبه لها احد من الحراس.. نظرت الى السياج العالي.. وابتسمت بسخريه تعلن عن استسلامها... كيف ساتخطى هذا... ومن غير ان تشعر نزلت دمعة من عينيها تعلن انكسارها وانهيارها... اغمضت كارا عينيها من شدة الألم.. مسحت دمعة الانكسار بقوه ووضعت يديها على الجدار وحاولت ان تتسلق.. انها تعلم بأن الجدار لن يجعلها تتسلقه بهذه السهوله فقد وضع لكي لا يتسلقه احد ويحافظ على خصوصيه هذا السجن.. ولكن ارادت كارا الخروج مهمها كانت الطريقه حتى ان اضطرت ان تحفر الارض.. رسم على الجدار لطخات وخطوط حمراء متعرجه... انتبه جون لهروبها فابلغ الحراس عنها... وما هي لحظات حتى وجدها البستاني نظر اليها والى اناملها المتشققه التي رسمت على الجدار مخرجا من هنا... نظر الى قدمها وهي تدمي والى وجهها والجروح التي اخفت جماله... نظر اليها لم يستطع ان ينادي الحراس لقد شعر بأنها تفضل الألم والموت على البقاء في هذا المكان... اشر لها البستاني بأن تبقئ هادئه وصارخ قائلا للحراس...
البستاني: لا احد هنا...
نظر اليها وابتسم لها ابتسامة هادئه ليطمئنها بانه سيساعدها.. ابتعد عن المكان ليكمل البحث عنها.. سطع برقٌ في كبد السماء.. وجاء بعده صوت رعدٌ يدوي المكان... وامطرت السماء بقوه... وقفت كارا تحت المطر خلف الشجيرات... ترتجف من البرد والألم... ثم فجأه سحبت الشجيرات من امامها ليخرج لها شخص لم تتعرف عليه بالبدايه ولكن عندما اعطاها معطف المطر عرفت بأنه البستاني.. كان المعطف كبير وله قبعة كبيره استطاعت ان تغطي نصف وجهها فيه... مشت بجانب البستاني وتدوس على قدمها التي وقعت عليها... كانت تصرخ من في داخلها من قوة الالم.. كانت دموعها تنزل... لم تعد تتحمل الالم لتكبته داخلها... اشر لها البستاني بان تركب السيارة.. وبلا تردد.. ركبتها بسرعه... انطلق بها نحو البوابه الرئيسيه... استوقفهما الحراس...
الحراس: الى اين تذهب؟..
البستاني: سوف ابحث عنها حول المنزل لربما استطاعت الخروج من السور...
الحراس: لا اعتقد هذا فالسور عالي.. ولكن تستطيع ان تتاكد... من هذا الذي معك؟...
البستاني: انه العامل الذي جلبته معي ليساعدني اليوم سوف يساعدني قليلا بالبحث...
وضع الحارس الضوء على وجه كارا.. فقد كانت تضع القبعه على رأسها وتحجب عينيها...ولكنها لم تلتفت اليه... حرك الحارس الضوء قليلا لكي يستطيع ان يرى وجهها بوضوع ولكن سمع صوت حارس اخر يصرخ ويطلب مساعدته فقد وجد مكان اختبائها... عندما ذهب الحراس عنهما ابتعد البستاني بالسيارة متجاوزا البوابه الرئيسيه ومبتعدا عن القصر... كلما ابتعدت كارا عن ذاك المكان استطاعت ان تتنفس اكثر واكثر...اوقف البستاني السياره والتفت اليها بعينان تدمعان...
البستاني: سامحيني يا ابنتي ان هذا ابعد مكان استطيع الوصول اليه... خذي هذه النقود واتجهي شمالا... ستجدين محطة الباص.. اركبيها وتوجهي الى محطة القطار واصعدي على متن القطار الذي يأخذك الى ابعد مكان من هنا... سامحيني...
نظرت كارا في عينيه المملؤه بالحزن وتانيب الضمير... ونزلت من السيارة بعد ما شكرته.. ضلت واقفة تحت المطر تشاهده يبتعد... نظرت الى الشارع المظلم وبدات بالتوجهه الى محطة الباص وهي تعرج...كان المطر يهطل بغزارة... كانت تشعر بالالم  والتعب... وبعد مسير ساعه كامله وصلت لمحطة الباص
...............................................................................................................................
هل انت مجنون؟...
صرخت ايومي في ارجاء المطعم الفرنسي الفخم  وقالت بغضب للشخص الذي يجلس بجانبها...مما جعل كل من في المطعم يلتفت اليها...
ايومي: ماذا فعلت؟... كيف؟....
يانو: لا لست مجنونا.. ولكن بكل بساطه توقف قلبي عن حبك...
ايومي: ماذا... توقف.... قلبك؟؟... كيف.. بعد كل هذه السنين... يتوقف... عن حبي...
كانت ايومي تخرج كلماتها بصعوبه لم تستطع ان تتنفس... هل ما يقوله حقيقي هل فعلا لم يعد يحبها... ولكن ماذا عنها... وعن مشاعرها... وحبها له طيلة 9 سنوات... هل يتوقف فعلا قلبه بعد طول تلك المده عن حبها... هل هذا ممكن فعلا؟..
يانو: ايومي افهمي... ان كل ما يربطني بك هو الماضي... وكم هو من ماضي مؤلم وحقير... انتي اكثر الناس دراية بماضيِ... ارجوك ايومي تفهمي...
ايومي: حقير!...
قالتها ايومي بأزدراء وتهكم... كأنها لا تصدق ان هذه الكلمات تخرج منه...
ايومي: أأصبحت حقيقتك حقيرة الان... ان الماضي هو نحن ونحن من صنعناه معا... هل كل مايذكرك بالماضي هو الالم والفقر... لقد كنت اعاني مثلك...
يانو: وماتزالين....
قطاعها يانوا غاضبا... ونظر اليها واردف قائلا...
يانو: وماتزالين... تعيشين في الماضي...
ايومي مستنكره: ماذا... كيف... لقد... الم تقل بأن مشروعنا قد نجح... الم نحرز الكثير من المال لتسديد ديوننا؟... يانو... لم اعد افهم...
بلع يانو ريقه بقوه... وصك راحة يديه بقوه... وقال بصوت خفيف وجامد
يانو: انتي لم تعودي جزءا من حياتي بعد الان... لقد خرجت من مستنقع الفقر... ولا اريد اي قاذورات تتعلق بي... لقد انتهى ما بيننا...
لم تستطع ايومي ان تصدق ما تسمع شعرت بجسدها ينهار لم تقوى على التركيز... كانت كلماته كالسكين الذي يقطعها.. يمزق قلبها...ويجرح روحها... لم تستطع استيعاب كل هذا... نظرت اليه بعينان اغروقت بالدموع...وقالت بصوت مبحوح..
ايومي: وماذا عن حلمنا... حلمنا الذي تحقق...
اقترب منها يانو وقال لها بصوت هادئ خفيف مملؤ بالخبث..
يانو: لقد اصبح حلمي الان... حلمي انا...
نهضت ايومي من كرسيها بغضب ودموعها تنساب على وجنتيها بحرقة وألم...
ايومي: هذا كان حلمي انا وقد شاركتك فيه... انه ملكي.. انا... انا من فكرت فيه وصممته... انا من اسس كل شيء... انا من اقترضت النقود لتقوم بتحقيقه... انها انا...
نهض يانو من كرسيه بهدوء ودفع الفاتورة وقبل ان يذهب مال بجسده عليها وهمس بأذنها وهو يخرج خاتما من جيبه ويضعه بأصبعه...
يانو: نسيت ان اخبرك... لقد خطبت ابنة الشخص الذي اشترى المشروع...
نظرت اليه ايومي بعينيه بدهشه... لقد كان وجهه قريبا منها استطاعت ان ترى عيناه التي كانت تعشق بريقها... كيف.. لم تنتبه بان البريق قد بُهت... نظرت اليه جيدا... نظرت لابتسامته الماكره... التي تعبر عن تلذذه واستمتاعه بذلها واهانتها... تنفست بقوه ورفعت راسها ونظرت اليه بتحدي... سلبت منه لذه الانتصار... كان يانو يعرف هذه النظره... يعرفها جيدا... لقد اعلنت الحرب... ولن تستقر حتى تراه خاضعا امامها...توتر و بلع ريقه بقوه وسار عنها مبتعدا... وقف يانوا ينتظر سيارته... وعندما ركبها كانت ايومي قد خرجت من المطعم نظر اليها يانو بتعالِ... وهو يركب سيارته الفخمه.. تلاقت نظراتهم وقطعها صوت الرعد.. فذهب منطلقا بسيارته... لم تستطع ايومي ان تشعربشي او تسمع شي سوى الصوت الوحيد الذي يصرخ داخلها... لقد استغلها... كيف فعل هذا؟.. كيف كانت مجنونه لتصديقه.. انه لا يتالم لفراقها.. بل استمر بحقارته ... ضلت ايومي واقفه بمنتصف الطريق وهي تردد دون تصديق... كيف فعل هذا بي .. سوف اجعله يندم... سوف اجعله يندم...قطع تفكيرها صوت الرعد.... نظرت الى السماء... التي بدأت تمطر.. وقفت قليلا ثم اخذت قدميها تقودانها من دون تفكير... لقد احببته ذلك الغبي.. كيف يجعل المال سببا لينهي علاقة دامت9 سنوات؟.. هل كان يستغلني... هل كنت حمقاء ولم انتبه لحقيقة مشاعره... هل كنت متيمة بحبه لكي لا الاحظ خداعه؟... ام كان ممثلا بارع جعلني اصدق الاعيبه وكذبه.. وصلت ايومي لمنزلها كان صغير وقديم...

كان هناك رجل بانتظارها ومعه رجلان اخران... لقد كان هذا الرجل الذي اقرض ايومي المال لتبدأ بمشروعها.. لقد كانت تعرف بانه سيأتي.. توقعت بأن يانو سيرجع لها النقود لتسد دينها... ولكن هاهو الرجل واقف امامها ينتظر استرجاع ماله مع الفوائد... نظرت اليه ايومي وقالت له بسخريه...
ايومي: رغم العاصفه والجو الممطر استطعت المجيء كم انت مخلص بعملك...
نظر اليها الرجل وابتسم وقال لها...
الرجل: اتوقع بان نقودي جاهزه؟...
ايومي: نعم هي كذلك... سوف اجلبها لك من الداخل...
لم تكن تملك المال ولكن كيف ستستطيع ان تهرب منه من دون ان يركض ورائها... دخلت ايومي للمنزل واغلقت الباب ورائها ووضعت الصندوق الكبير وراء الباب واخرجت حاجياتها الضروريه ووضعتها في حقيبه صغيره وخرجت من النافذه التي بظهر المنزل... لقد كانت صغيرة جدا وبالكاد خرجت منها... ركضت بكل قوتها لتبتعد عنهم... واخيرا وصلت لمحطة الباص... لا تعلم الى اين ستذهب ولكن الى اي مكان بعيد من هنا... ومن ارتباكها وتوترها اصدمت بكارا من دون قصد.. كانت كارا تتالم فلم تستطع ان تتحمل اكثر... اسندتها ايومي
ايومي: اوه انا اسفه.. ولكن هناك من يلاحقني...
كارا: وانا ايضا.. ساعديني لادخل هذا الباص فلم تعد رجلاي على الوقوف اكثر..
نظرت ايومي لقدمها وقالت...
ايومي: اوه انتي تنزفين...
كارا بغضب: هل ستساعديني... ام ستجعليني انزف حتى الموت...
اسرعت ايومي واسندتها وادخلتها للباص... اغلق الباص ابوابه وانطلق بهما... كل منهما تحمل معها همها... وحزنها... وهروبها من حياتها السابقه... لتعيش من جديد... 

هناك 5 تعليقات:

  1. بجملة واحدة ... وقعت بالحب مع اشراقة روايتك... كمليها انتظر بفارغ الشوق

    ردحذف
  2. ابغي اقرأ تكملت ابداعك 😍😍

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. مبدعة دائما.. اقري روايتي ياغسق اذا فضيتي هاي الرواية كتبتها في 2014 واليوم سويت لي مدونة وحطيتها ..

    ردحذف
  5. http://ahlamy95.blogspot.qa/2015/09/blog-post.html?m=1

    ردحذف