نوف ومشعل الجزء الاخير

اعتذر قرائي على طول الانتظار لكني متاكدة بان النهايه تستحق كل هذا الوقت ...اتمني لكم قراءة ممتعه وانتظر بفارغ الصبر ارائكم ...




كان هذا اللقاء اول لقاء لمشعل مع جده... اخذ مشعل نفس قوي وحافظ على رباطه جأشه ومشى بكل ثقى وتكلم ببرود باللغه الانجليزيه
مشعل: اذا لقد وجدتني؟... You've found me
لف جده وابتسم له وقاله..
الجد: انت شخص يصعب العثور عليه... You are hard to find .
شافه مشعل بثقه وتحدي وقاله...
مشعل: هذا يعتمد على من يُريدُني...  It depends on who wants me
تقدم مشعل وقعد بكرسيه براحه وقال لجده بنبره جاده
مشعل: ماذا تريد؟.. ولماذا كل هذا البحث؟...  What do you want? ..and Why all this search for ?
مشى جده باتجاه المكتب وتكلم بعفويه وبطيبه متصنعه...
الجد: اريد ان ارى حفيدي... هل هناك مشكله بالامر...  I want to see my grandson ... Is there a problem about it
انتبه مشعل لطريقة كلامه... كان واضح انه يغطي الموضوع او بالاحرى ما يبي يقول السبب الحقيقي.. ابتسم له مشعل وقام من كرسيه وقرب من جده وابتسم بخباثه وقال..
مشعل: اذا كان هذا كل ما بالامر...  If that's all about it
حضن مشعل جده... كانت حركته فجائيه ما كان الجد يتوقعها ولا حتى الموجودين بالغرفه... كان سالم واقف على اعصابه ويراقب الحراس الشخصيين وكانه يقولهم احترسوا مني... تفاجأ الجد من حركه مشعل وابتعد عنه وقال واهو يبتسم..
الجد: انت لست بهذه السذاجه التي توقعتها...  You are not this naive as I thought
كانت نظرات مشعل كلها تحدي وقاله
مشعل: لا تقلق علي فقد تربيت مع الاسود..  Do not worry, I grew up with a lions
شافه جده بتكبر وقاله..
الجد: اذا... دعنا نتحدث بجديه... Let's talk seriously
شاف الجد الحراس وطلب منهم يطلعون من المكتب وسمعوا كلامه وطلعوا... وشاف سالم وقال لمشعل..
الجد: هل نستطيع ان نتحدث لوحدنا اطلب من حارسك الخروج؟.. Can we talk alone ask your guard to leave
مشعل: انه صديقي.. وان اردت ان تقول شيأ فقله... He is my friend If you would say something say it
سالم: مشعل انا مراح اطلع... بضل معاك..
الجد: انه امر شخصي... بين الجد وحفيده...  It is a personal ... between grandfather and grandson
شاف مشعل جده وحس ان الموضوع حساس بالنسبه لجده وطلب من سالم انه يطلع
مشعل: ما عليه اعرف اتصرف معاه...
سالم: اذا بغيت شي.... اي شي.... قولي...
ابتسم مشعل لفزعة رفيجه وقاله متطمئن..
مشعل: لا تخاف... اقدر اتصرف
طلع سالم ووقف عند الباب يشوف الحراس بتحدي وناطر حمد ويوسف.. اما الجد قعد على الكرسي وشاف مشعل بفخر وقاله...
الجد: لديك صديق وفي هنا... You have a loyal friend here ...
قعد مشعل على كرسي المكتب وقال لجده بثقه
مشعل: لدي اصدقاء اوفياء وليس هنا فقط...  I have loyal friends and not just here
فهم الجد قصده وقاله...
الجد: سأدخل في صلب الموضوع I will go in the heart of the matter
حس مشعل ان الموضع جدي وبدى يتوتر لكن مستحيل يبين عليه هالشي...
الجد: لقد كنت ابحث عنك منذ مده طويله... كنت اريد ان استرد ابنتي اللتي خُدعت بكلام والدك الاحمق...  I've been looking for you for a long time ago ...
I wanted my daughter to come back after being tricked by the words of your idiot father ...
تضايق مشعل من كلام جده.. اهو فعلا ما يحب ابوه بس مو لدرجه انه يسمح لاي احد يهينيه...
مشعل: انتبه لكلامك فأنت تتحدث عن والداي... Pay attention to your words, you are talking about my parents ...
تحولت نظرات الجد الى جديه ومملؤه كره وغضب..
الجد: انت لا تعرف ما فعله ولدك بي...  You do not know what your dad did to me
مشعل بتحدي: وانت لم تعرف ما فعلته انت بامي...   And you do not know what you did to my mother .
الجد: انا لما افعل شي.. كنت اريد استعادتها... لكنها هربت مني مع والدك الذي اخذ... I did not do anything .. I wanted her to return ... but she ran away from me with your father, who took ...
سكت الجد وما كمل كلامه وقاله مشعل...
مشعل: اخذ ماذا؟.. take what?
الجد: اخذ مالي...  Taking my money ...
ماكنت جديده على ابو مشعل انه ينصب على جده بس اللي ما يعرفه الجد ان امه وابوه انفصلوا قبل لا مشعل ينولد... فرد مشعل ظهره على الكرسي براحه وقال للجد بضحكه ساخره..
مشعل: هههه... عندما هربت امي منك لم تكن تمتلك اي نقود... وان كانت تمتلك ذلك المبلغ الذي يجعلك تبحث عنها في كل مكان بالعالم... ما كانت لتعمل كمساعده في دور الازياء...
Haha ... When my mother ran away from you she did’t have any money ... and if she had that money which makes you looking for her everywhere in the world ... she did’t have to work as an assistant in the role of fashion ...
الجد: ماذا؟.. ابنتي انا تعمل؟... What? .. My daughter works? ...
مشعل: هناك سؤال يحيرني... لماذا امي حرصت بان لا تجدني؟... لماذا طلبت من عمي ناصر ومن صديقتها اخفائي؟... There is a question confusing me ... why my mother made sure that you do not find me? ... Why I asked my uncle Nasser and her friend hide me?
الجد: هل طلبت هذا فعلا؟... اووه تلك الفتاة الحمقاء... Do she actually asked for that? ... Ooh this foolish girl ...
تضايق مشعل من كلام جده مستحيل يسمح لاي احد يهين امه حتى ان كان ابوها نفسه...
مشعل: انتبه لالفاظك... لن اسمح لك بأهانتها... Pay attention to your words ... I will not let you insulted ...
شافه الجد بحقد وقال لمشعل...
الجد: حسنا... لننهي هذا الامر الان... اريد الارض التي تمتلكها والدتك... Well ... to put an end to this now ... I want the land that your mother owned ...
مشعل مستغرب: اي ارض؟.. امي ليس لديها اراضي... any land? .. My mother does not have Lands ...
الجد متفاجأ: الم تخبرك بأنها ورثت ارض من والدتها؟...  she did not tell you that she inherited a land from her mother?
حس مشعل انه مو قادر يستوعب الكلام اكثر جده شقاعد يقول.... اي ارض اللي يتكلم عنها جده..
الجد: هذه الارض تقع في موقع مميز... في قلب العاصمه ومساحتها كبيره وتقدر بمبالغ ضخمه.. الم تخبرك بهذا؟..This land is located in a great location ... in the heart of the capital it’s a large area and estimated a massive amounts .. Didn’t she telling you this? ..
حس مشعل بنار تغلي داخل صدره... امه كانت تمتلك هالارض وما باعتها عشان تعالج نفسها... كان في مجال انها تتعالج... كان ممكن انها تعيش... بس.... بس ليش سوت جذي؟...
وصل حمد ويوسف للمكتب وشافوا سالم واقف...
يوسف: سالم شصاير؟...
قالهم سالم السالفه وكانوا بيدخلون لكن سالم قالهم انهم ينطرون معاه... شوي الا نوف وصلت للمكتب اما عبير كانت ناطرتها تحت عند السياره... كانت جايه تعطي مشعل مفتاح سيارته وتاخذ سيارتها... لكنها تفاجأت بالجموع اللي عند الباب.. لفت على السكرتير وسالته...
نوف: ضاري... شسالفه شنو فيه؟...
كان السكرتير متوتر وما عرف شيقول... انتبه يوسف لهم
يوسف: عفوا شلون اساعدكم...
السكرتير: لا بس الانسه نوف تسال عن الموضع اللي صاير؟...
انتبه يوسف وعرف ان هذي نوف بنت عم مشعل... وقال يوسف السالفه لنوف... استغربت نوف من السالفه وحست انها موفاهمه... شلون حفيد ينحاش من جده كل هالسنين من غير سبب... لكن قبل ما تعلق نوف على القصه اللي قالها يوسف سمعوا صوته العالي... قام مشعل بعصبيه وصارخ على جده بكل قوته وطق على المتكب بايده لانه كان يحاول يتمالك نفسه بصعوبه...
مشعل: الان فقط عرفت لماذا امي كانت تهرب منك... اخرج.... اخرج خارجا... only now I knew why my mother had run away from you ... Get out get out .... out ...
تفاجأ الجد من كلام مشعل... ودخلوا ربعه وشافوا مشعل معصب ولما انتبه لهم قالهم بعصبيه...
مشعل: اقلعوه بره.... خلوه يطلع...
وقف الجد وعدل جاكيته وشاف مشعل بعصبيه وتحدي وقاله..
الجد: ستندم على فعلتك هذه... You'll regret this
طلع الجد من المكتب ولما شافته نوف توترت... كان شكله مخيف بالنسبه لها... حست انه طالع من افلام المافيا... حاولت انها تدخل لكنها وقفت بره وسمعت صوت مشعل يتكلم بحسره...
مشعل: الحقير... بعد كل هذا جاي يطالب بالارض...
حاول حمد انه يهدي اعصاب مشعل وقاله..
حمد: مشعل اهدى شوي... شسالفه؟... وشنو الارض اللي تتكلم عنها...
غمض مشع عينه بحسره حس ان البركان اللي بصدر صار يغلي... حاول قد ما يقدر انه يمسك دموعه لكن الموضوع اكبر من كرامه وعزه نفس... الموضوع كان عن تضحيه وخيانه بالنسبه له... تكلم مشعل بصعوبه لانه كان يحاول يتحكم بأعصابه اللي فلتت منه
مشعل: امي... امي ماتت بسببي... ماتت عشاني... عشان تأمن لي مستقبلي... امي ضحت بحياتها كلها عشاني... عشاني انا.... الكل غدر فيها... ابوها وزوجها... اقرب الناس لها خانوها...
محد قدر يتكلم الكل عجز عن التعبير...  كلام مشعل اثرعلى قلوبهم صج انهم ما فهموا السالفه بس كانت نبره مشعل من كلامه تعبر عن كثر الالم اللي يعانيه.. ما حست نوف الا ودموعها تنزل تلقائيا كان كلامه وحزنه وصرخه الالم اللي طلعت منه خلتها تبكي عشانه... قرب يوسف وحط ايده على كتف رفيجه يحاول انه يهديه ويعرف اكثر عن الموضوع..
يوسف: مشعل... فهمنا السالفه...
مشعل: الحين بس عرفت ليش امي ما كانت تبي جدي يلقاني..حتى بعد موتها... الحين عرفت ليش كنا نهرب من ديره لديره... كل هذا عشان قطعة ارض تملكها... رفضت انها تبيعها لعلاجها لانها كانت تبي تضمن مستقبلي... كانت تبي تضمن اني اعيش حياة احسن من اللي عاشتها... ضحت بكل شي... ضحت بجدي اللي كان ممكن يرضى عليها اذا عطته الارض... وضحت بأبوي اللي كان ممكن يضل معاها عشان فلوس هالارض... كانت تعرف انهم ما يحبونها... كانوا يحبون فلوسها... اقرب الناس لها غدروا فيها..
قعد مشعل بتعب على الكرسي وقال واهو يتنهد بحسره...
مشعل: الحين عرفت عن اي ارض كان عمي ناصر يتكلم... كان يحاول انه يفهمني قبل موته بس ما توقعت انها ارض امي...
غطت نوف فمها من كثر ما كانت متأثره بحزن مشعل... حست ان قلبها تقطع عشانه... كان ودها تهدي من اعصابه لكنها تعرف انها اخر شخص تقدر تهديه ولا ممكن يسمع منها... سحبت نوف نفسها وطلعت من المكان واهي تحاول تسيطر على دموعها راحت للسياره وركبتها... شافتها عبير منصدمه ليش تبجي جذي...
عبير: نوف شفيج؟... مشعل شقالج؟... نوف ليش تبجين؟...
ما قدرت نوف تسيطر على مشاعرها سندت راسها على المقود وكملت بجي... ما قدرت عبير تشوف دموع اختها وقالت لها بعصبيه..
عبير: كل هالبجي عشان مفتاح سياره؟... انا اطلع الحين واكلمه...
مسكت نوف ايد اختها وقالت لها واهي تحاول توقف دموعها...
نوف: لا عبير خليه... الله العالم بحاله الحين... خلينا نرد البيت..
حركت نوف السياره وردت البيت.. ضلت نوف طول اليوم متوتره تطل على الديوان... تنطر مشعل يرد تبي تتطمن عليه... كان توتر نوف وحزنها واضح حيل لدرجه ان خواتها لاحظوا هالشي..
عبير بهمس: احنا من ردينا واهي على هالحال...
غدير: زين ما قالت لج شنو صار؟... شنو سبب بكاها؟... ليش تنتظره؟...
ساره: معقوله يكون مضايقها مره ثانيه؟...
ابتسام: اكيد الموضوع فيه شي... احنا خلينا ننطر ونشوف...
كانت نوف تراقب الديوان ونتظر مشعل الى ان وصلت الساعه 12 ونص بليل... خواتها كلهم راحوا ناموا واهي ضلت تنتظره.... اهي خايفه عليه وقلبها يعورها عشانه... شوي الا تشوف باب الديوان ينفتح وبسرعه ومن دون وعي ركضت وراحت له... دخل مشعل الديوان وانتبه ان في احد دخل ولف وجهه وشاف نوف... تفاجأ لما شافها وما كان يعرف انها كانت بالشركه ولا يعرف انها سمعت كل شي.. شافها بضيق وحزن وقالها بلا مبالاه...
مشعل: انا مو فاضي اليوم اتناقش معاج باي شي...
شافته نوف بنظره حنونه وقالت له بنبره كله اهتمام..
نوف: انت تعشيت؟...
استغرب مشعل ردها وما كان متوقع منها هالاهتمام تلعثم وقالها
مشعل: ها؟.. اي... اي اكلت...
نوف: جذاب...
شافها مشعل مستغرب ردها...
نوف: انا جوعانه بروح اسوي لي اكل وما احب اكل لحالي... تاكل معاي..
عرف مشعل ان نوف قاعده تصر عليه انه ياكل بس ما حب انه يرفض و يكسر فيها
مشعل: اوك... اذا جهزتي كل شي ناديني...
نوف: انا جهزت لك الحمام...
هني عاد تفاجأ مشعل... نوف مجهزه لمشعل الحماام!!!... هذي صدمه بحد ذاتها...
مشعل بتعجب: ها؟...
نوف: اي حسيت ان الوقت تاخر وانت متعود تاخذ لك حمام قبل لا تنام فجهزته لك شنو فيها شي؟
ما عرف مشعل يرد... معقوله هذي نوف والا اهو يتخيلها.. تجاهلته نوف وطلعت من الديوان وتوجهت للمطبخ وبدت تجهز العشى... راح مشعل للغرفه اللي جهزوها البنات له كان لها باب خارجي يطل على الحوش والديوان وباب ثاني يدخل على البيت... اخذ مشعل حمام دافي حاول ان ينسى حزنه ويفكر بالخطوه الجايه... هذا اهو مشعل لكل شي وقته.. اهو يعرف ان جده راح يرد وينتقم وممكن يسوي اي شي عشان الارض... طلع مشعل ولبس ملابسه وراح للمطبخ... كانت ريحه الاكل تشهي ولما دخل المطعم لقى نوف مرتبه الطاوله ومجهزه الاكل ابتسم لها وسحب كرسي وقعد... قعدت نوف بالكرسي المقابله وكانت تشوفه واهو ياكل... كانت تراقبه شلون يحافظ على قوته وتركيزه... شلون قدر يتحكم باعصابه ومشاعره... لاحظ مشعل ان نوف تراقبه شافها من طرف عينه وقالها...
مشعل: اذا عينج باللقمه قوليلي؟...
انتبهة نوف لنفسها.. وصارت ترقع لنفسها..
نوف: لا ولاشي... بس اخاف الاكل ما عجبك؟..
مشعل: ولو ما عجبني عبالج بستمر بالاكل؟.. ترى انا ممكن اقطها بوجهج وما اجامل...
شافته نوف ناقده.. تقول بقلبها مو كفوا اللي يتعب عشانك..
مشعل: مراح تاكلين؟...
نوف: اصلا مو جوعانه... بس قلت جذي عشان تاكل...
ابتسم مشعل وقطب بحاجبه وقالها بأبتسامه خبيثه..
مشعل: هه.. يعني كنتي تبيني اكل...
نوف: اي...
ترك مشعل كل شي من ايده ولف على نوف... وقالها بصوت هادي
مشعل: شنو سبب هالاهتمام المفاجئ؟..
توهقت نوف... مشعل ما شافها بالشركه شلون تقوله وبعدين حركاتها هذي واضح انها متعطفه معاه...
نوف: شنو؟.. احنا مو مسوين هدنه؟..
مشعل: اي... بس جدام عمتي...
توهقت نوف مره ثانيه الحين شتقول له...
نوف: اي وانا حبيت انها تكون دائمه... لان هالوضع مريح... صح؟..
حس مشعل ان في شي غريب بأسلوب نوف وقالها بنظره شك وقال لها...
مشعل: نوف تكلمي... شعندج؟
نوف: ولاشي...
قام مشعل من مكانه وقال لنوف قبل لا يروح لغرفته...
مشعل: انا لا يمكن اقتنع بسالفة الادب المفاجئ هذا...
راح مشعل لغرفته وخلى نوف مقهوره انها ما تهاوشت معاه قعدت نوف على الكرسي بعصبيه وتتحلطم..
نوف: اووف هالغبي ما يقول شكرا ولا حتى يعطيج العافيه مو كفو اللي يسهر عشانه...
جمعت نوف الصحون تردها لمكانه وكملت تحلطم
نوف: هذا وانا متأثره باللي صار له اليوم...
لفت نوف وجهها الا تلقى مشعل عند الباب سمع كل كلمه قالتها... شهقت نوف لما شافته وخافت يكون سامعها... قرب منها مشعل بخطوات ثابته وقالها بثقه..
مشعل: كنت حاس ان الموضوع بعيد كل البعد عن الهدنه....
مسكت نوف بالصحون بقوه.. كانت خايفه لاتجرحه كلماتها...
مشعل: انتي سويت كل هذا... تعاطف... ولا شفقه؟..
شافته نوف وقالت متضايقه...
نوف: لا مو شفقه... انا فعلا متضايقه من اللي صار معاك... وما كنت ابيك تتضايق لوجودك معانا..
سكت مشعل وعرف ان نوف حيل متأثره للي صار له وحب يغير الموضوع وقالها بخباثه..
مشعل: يعطيج العافيه... عشان ما تقولين عني مو كفوا...
راح مشعل لداره وخافت نوف انها تتحلطم مره ثانيه ويطلع بوجهها... مر على السالفه اسبوع والعد التنازلي لعرس عبير قرب... كانت عبير مسويه عرسها بالبيت ما حبت تسويه بصاله بسبب وفاة ابوها القريبه ومرض امها اللي ما يخليها تقدر تطلع بره البيت... بدت اجواء التوتر بالبيت عبير صارت متنرفزه من اي شي بسيط واي كلمه في غير محلها او غير مفهومه تطلع عبير من طورها.. وتوها امهم تطلع من الحداد...
صار مشعل يقضي وقته بالشركه اكثر و يرد متاخر... وفي اليوم اللي حطوا الزينه ببيت صالح كانت عبير تراقب العمال واهم يحطونها من دريشه نوف... دخلت نوف ولقت اختها تبجي وتطل من الدريشه...
نوف: عبير.. حبيبتي شلي مضايقج؟..
عبير: كنت اتمنى احط الزينه على البيت وابوي اللي يوديني لبيت رجلي... كان ابوي الله يرحمه يقول انه بيوديني مشي... من بيتنا لبيتهم...
دمعت عين نوف لما سمعت الذكرى الحزينه وشعور اختها بالضيق... ضمتها حيل على صدرها وقالت لها تداعبها..
نوف: اولا ترى البيت مقابل البيت يعني اغسيلي ايدج نركبج سياره... وثانيا: ترى الاضواء مالت الزينه توصل لبيتنا ما يحتاج زينتين... يعني ترى السالفه عاديه...
ابتسمت عبير وضمت اختها ومسحت دمعتها وقالت لها بحزن..
عبير: انا فعلا محتاجه احد يرقع لي افكاري الغبيه..
ضحكت نوف وتنهدت بقوه وقالت بقلبها: اخ يا يبه... مكانك حيل واضح...
قبل عرس عبير بيوم راح مشعل لمرت عمه وكانت ابتسام معاها
مشعل: انا حجزت لكم الطياره على الساعه 12بعد عرس عبير على طول... انا اتفقت مع خالد وكلمته... وضبطت لكم كل الامور اللي تحتاجونها هناك... وصديقي هناك راح يساعدكم...
ابتسام: والله يا مشعل تعبناك معانا...
تضايق مشعل من ابتسام.. وعلق على كلامها واهو يبتسم لها..
مشعل: لا تقولين جذي... اصلا احس اني مقصر معاكم لان المفروض اروح مع مرت عمي بنفسي.... لكني ما اضمن رده فعل عمانا لما يعرفون اني سافرت وتركتم لحالكم...
ابتسام: مقصر؟.. يووه يا مشعل ما جاء منك قصور ابد...
دخلت عبير عليهم واهي تهاوش وتزف...
عبير: انا غلطانه لما اعتمد على نوف... الفستان يفشل.... نوووووف...
نزلت نوف وشافت اختها تصارخ وقالت لها بعصبيه..
نوف: شفيج؟.. شهالصراخ؟...
عبير: بذمتج هذا فستان عروس؟... انا البس جذي؟...
نوف بثقه: اي شفيه.. اصلا هذا موديل كلاسيك.. راقي حيل وذرب... ترى المصمم معروف حيل ومشهور...
عبير بعصبيه: مشهور؟.. بذمتج هذا فستان عروس؟.. هذي خلاجين.. وين الشك والشواروفسكي.. والتطريز والحركات؟...
شافتها نوف واهي ناقده على اختها ومو مصدقه كلامها وقالت معلقه
نوف: شهالذوق؟.. كل هذا تبينه بفستان... بصراحه ذوقج حيل يفشل...
عصبت عليها عبير وقالت لها بعناد...
عبير: هذا ذوقي... كيفي... ابي اتفشل... مالج شغل... روحي بدلي الفستان الحين...
نوف متفاجأه: الحين؟!.. العرس باجر انتي من صجج؟..
عبير: اي من صجي... ترى والله انكسر خاطري حيل بالعرس... يعني فوق انه مو بوقته... ومسويته بالبيت... وما حطيت الزينه... جايه تكسرين خاطري بالفستان...
سمع مشعل كلام عبير وحاول انه يراضيها وقال لها
مشعل: خلاص ولا يهمج... انا اروح الحين واجيب لج بدله عرس جديده..
ابتسمت عبير برضى وقالت كأن الكل يشتغل عندها...
عبير: اي روح واخذ نوف معاك انا مثل قياسها بالضبط... وابتسام شوفي صاحبة البوفيه الحين بتجي... وانا بروح الصالون مع شوق.. ارد والقى كل شي مضبوط انتوا فاهمين؟..
مشت عبير وما نطرت رد كانت نوف تبي تكفخها بس مسكتها ابتسام تهديها...
نوف: ترى حيل مصدقه نفسها... ما في احد يسوي جذي لما يتزوج...
ابتسام: نوف شكلج نسيتي عرسي...انا كنت العن منها...
قاطعهم مشعل وقال لهم وموجه كلامه لنوف...
مشعل: نوف... خلينا نمشي عشان نلحق لان وراي شغل وضروري اخلصه اليوم..
بدلت نوف ملابسها و راحت معاه دخلوا الاتليه.. استقبلتهم الموظفه وكانت لبنانيه الجنسيه...
الوظفه: السلام عليكم كيف بدي اساعدكم؟...
نوف: ابي ملابس تفشل..
شافها مشعل منصدم من التعبير اللي قالته...
الموظفه: حنا ما عندنا شي يفشل كل تصاميمنا عالميه وراقيه...
نوف: زين يعطيج العافيه مع السلامه...
مسكها مشعل وقالها بعصبيه...
مشعل: انتي من صجج..
نوف: اي من صجي.. هذا اللي تبيه عبير.. فستان يفشل وانا قاعده ادورعليه...
مشعل: نوف... عن العناد لا تضايقين اختج... عرسها باجر راعيها شوي...
تنهدت نوف بضيق وسمعت كلام مشعل وقالت للموظفه...
نوف: ابي شي يبرق... لمعه.. شك... تطريز.. شواروفسكي...
الموظفه: عندنا كل شي بدك اياه...
نوف بسخريه: زين ليش ما قلتي من الاول...
شافها مشعل واهو يبتسم على تعليقها العفوي واهو مصدوم وشافها تمشي مع الموظفه وتعاين الملابس... مسك تلفونه عشان يضيع الوقت... اخذت نوف لها كم قطعه ودخلت تقيسها في الغرفه الخاصه للبس راحت وراها الموظفه وصكت الستاره اللي بينهم وبين مشعل وساعدت نوف باللبس... ظل مشعل مشغول بتلفونه ولما رفعها قدر يشوف نوف بخط الستاره واهي لابسه الفستان الابيض كان شكلها روعه.. عجز انه ينزل عينه... حس انه قلبه يدق بسرعه وصار يحس بحراره الدم اللي يمشي بعروقه.. مشت الموظفه من جدامه وبسرعه نزل عينه..
اختارت نوف فستان على ذوق عبير... كانت تسال مشعل عن رايه بس ما يرد عليها لانه مو قادر ينسى اللحظه اللي شاف نوف فيها واهي لابسه فستان العرس... تمنى ان نوف تكون له باسرع وقت.. تمنى ان يكون اليوم عرسه قبل باجر.. لكن للاسف اهو عشان ياخذ نوف لازم يخليها تحبه...
نوف: زين مافي خصم...
الموظفه: والله هيدي لمصمم ايطالي..
نوف: ادري... بس ترى الفستان ما يستاهل هالسعر...
تفاجأ مشعل من كلام نوف... اهي شقاعده تسوي؟...
مشعل: نوف خليني ادفع..
شافته نوف بضيق وقالت له بصوت خفيف وكانها ما تبيه يتدخل...
نوف: مشعل... لا تتدخل بشغلي... رجاءا..
تضايق مشعل من رد نوف لكنه سمع كلامها وخلاها تكمل...
نوف: يلا عاد... انا قلت لج عن ظروفي ولا كنت اقدر اروح لاي محل ثاني...
الموظفه: خلاص من شانك انتي... راح انزلك فيه 10%
نوف: مع انه المفروض اكثر بس شسوي...
لفت نوف على مشعل وقالت له بخباثه...
نوف: مشعل... عطني البطاقه...
عطاها مشعل البطاقه واهو معصب لكن ماسك اعصابه الى ان يكونون لحالهم... واول ما ركبوا السياره قالها..
مشعل: بما اني كنت انا اللي راح ادفع... ليش تكاسرين... انتي تعرفين اني اقدر ادفع اي سعر...
نوف بثقه: لانه ما يستاهل سعره... واكره اني اكون مغفله
مشعل: بس ما اكاسر بالسعر ... يا اخذه يا اشوف غيره...
نوف: وليش اشوف غيره بما انه عاجبني؟...
مشعل: لان هالشي محرج... وانا ما احب احرج نفسي...
نوف: وتخيل عاد اللي يحرج اكثر... انك تدفع شي ما يستاهل القيمه اللي دفعتها... هني عاد ما تنحرج وبس.. الا تحتر زياده...
ابتسم مشعل لها توقعها البنت المدللـه اللي ما تهتم وين تقط فلوسها وقال
مشعل: وجهة نظر واحترمها...
نوف بثقه: شكرا..
دقت ساعه الصفر... عرس عبير اليوم والبيت مقلوب فوق تحت كانت عبير بغرفتها وخبيرة التجميل عندها وساره معاها... وابتسام كانت تشرف على البوفيه وطاولات الضيوف وغدير كانت تساعدها اما نوف كانت نايمه متجاهله الضجه اللي تصير.. دخلت عليها شوق وقالت لها بعصبيه واهي تقعدها..
شوق: انتي من صجج... نايمه بعرس اختج
نوف: شوق صكري الباب بنام...
شوق: قومي حطي مكياج سوي شعرج...
نوف: بسوي كل هذا بس مو الحين... بناام...
سحبت شوق اللحاف من عليها وقالت لها بعصبيه...
شوق: نوف قومي عدلي نفسج...
قامت نوف بكسل و راحت للحمام اخذت لها شور.. سوت شعرها وحطت المكياج ولبست فستانها.. كان فستانها صغير يوصل لحد الركبه.. والوانه هاديه... بدت الحفله والكل كان مستانس وعبير فعلا طلعت اجمل عروس.. كانوا البنات مستانسين عشان اختهم... صج ان كل وحده فيهم تتمنى وجود ابوهم معاهم وكل وحده فيهم كتمت حزنها لنفسها.. هذا يوم عبير من حقها تستانس.. بعد ماخلص العرس ركبت عبير الليموزين وراحت مع صالح رجلها للفندق وراحت معاها ابتسام وغدير بسيارة شوق... اما ساره راحت مع يعقوب وخالتها وامها بالصاله... دخلت عليهم نوف واهي تحاول تقاوم دمعتها... امها انتبهت لوجهها الحزين ولابتسامتها المتصنعه.. وفتحت ذراعها لها.. راحت لها نوف من غير تردد وقالت لامها بحزن...
نوف: يمه راح اشتاق لها....
ضحكت ساره على كلامها وعلقت وقالت...
ساره: انتي من صجج... البيت لازق بالبيت... متى ما اشتقتي لها افتحي الشباك ونادي عليها.
الام: اي والله والمشكله انها ماراحت بعيد عشان تعتمد على نفسها شوي...
نوف بحزن: يمه عبير اكثر وحده تبوق لبسي... راح اشتاق لها... راح يضيق خلقي لما القى ملابسي بمكانها بالكبت...
الام: لا والله على الاقل بنرتاح من صراخكم وهواشكم عشان اللبس.. يالله عسى الفال لكم..
ساره: انا ما ابي اتزوج...
نوف: وانا بعد..
الام: جب يلا عاد... هذا اللي ناقص بتقعدون بجبدي..
الخاله: اقول نوف.. ممكن طلب..
نوف: خاله انتي تامرين..
الخاله: مشتهيه قهوتج...
نوف بابتسامه: ما طلبتي شي... الحين اسوي لج احسن دلة قهوه...
قامت نوف وراحت تسوي القهوه لخالتها.. كان الوقت متاخر والساعه تاشر على 12 بليل شاف مشعل البيت هادي توقع ان الكل نام دخل للمطبخ وشاف نوف واهي تسوي القهوه.. كانت نوف لحد الحين بملابس العرس... ما انتبهت له لان الباب كان بظهرها.. ماقدر مشعل يشيل عينه عنها.. حس وكأنه مغناطيس يجذبه فستانها وشعرها وزينتها كان هذا كله عند مشعل شي ثاني شي يعجز عن وصفه.. شم مشعل ريحه القهوه ابتسم بسعاده وقال بدهشه..
مشعل: قهوه!!
فزت نوف لما سمعت صوته وطاحت الدله من ايدها ولامست حرارتها رجولها.. مر المشهد بسرعه وصدمهم الاثنين.. ركض مشعل لها وحاول انه يساعدها وقعدها على الكرسي... لما سمعوا الموجودين صرخه نوف ركضوا للمطبخ..
الام: اسم الله عليج.. فيج شي؟..
نوف: ها... لا... بس...
بسرعه حطت خالتها عباية الراس على نوف عشان تغطيها... عطاها مشعل الثلج ولما امها شافت ان نوف حرقت رجلها خافت عليها وقالت لمشعل...
الام: مشعل تكفى ودها الطبيب... اخاف حرقها كبير...
نوف: لا يمه عادي.. انا بخير مافيني شي...
الخاله: شوفي جلدج احمر... الحقي عليها قبل لا يطلع لج كيس ماي...
خافت نوف من كلام خالتها وقبل لا تقرر ولا حتى تتكلم... حست بايد مشعل تسندها وتوقفها وقال مشعل لخالته..
مشعل: انا بوديها المستشفى الحين وبشوف حالتها..
بسرعه مررت ساره الملفع لخالتها عشان تلبسه نوف على راسها... وطلعت مع مشعل وركبوا السياره مرت لحظه صمت وسالها مشعل عشان يتطمن عليها...
مشعل: ها... شخبار رجولج الحين؟..
نوف بالم: تحرقني شوي...
مشعل: انا اسف...
لفت نوف عليه وشافة ابتسامته الساخره... وقالت واهي متضايقه..
نوف: اسف وتضحك؟!
مشعل: والله كل ما اتذكر شكلج شلون تروعتي وطاحت الدله من ايدج يخليني اضحك..
نوف بضيق: لانك خوفتني...
مشعل: هههه خوفتج.. انتي شفتي شكلج عشان تقولين خوفتني.. بذمتج هذي تسريحه..
تضايقة نوف لان مشعل يضحك على شكلها وعدلت لفتها وقالت بعصبيه..
نوف: مو لازم تعجبك...
مشعل: زين ماعرفتي تنقين الوان احلى من هذي...
عصبت نوف زياده.. وقالت له بضيق..
نوف: بس.. لا تضحك على شكلي.. على الاقل احلى منك..
ابتسم مشعل يخباثه وقالها بثقه...
مشعل: الحمد لله انا مزيون وجميل..
نوف: هههه منو قالك؟.. اصلا وجهك والشاذي واحد..
لف عليها مشعل معصب وبغى يتهاوش لكنه وصل للمستشفى وقالها بعصبيه
مشعل: انزلي وصلنا...
نزل مشعل واخذ نوف للطوارئ ولما دخلوا كان نفس الدكتور المصري اللي شافها قبل هالمره.. ولما دخلت عليه نوف ما عرفها بالبدايه بس عرف مشعل...
الدكتور: ايه ده هو انتوا؟..
مشعل: هلا... اي والله المدام احترقت من الهبال اللي فيها..
شافته نوف بعصبيه ليش يقول عنها هبله سكتت وكضمت عصبيتها..
الدكتور: مدام؟.. انا فاكر انها اختك...
توهق مشعل فرد عليه بعصبيه..
مشعل: اي اختي متزوجه فيها شي؟..
الدكتور باحراج: لا مفيهاش حاقه.. وريني يابنتي يا متجوزه..
كان الدكتور يتهكم على رد مشعل وضحكت نوف على رد الدكتور لما شافها مشعل قالت له قبل لا يتكلم..
نوف: ممكن تنطرني بره..
شافها مشعل معصب بس عرف ان نوف بتكشف عن ساقها فطلع من غير ما يناقش.. طلعت نوف بعده بفتره ملفوفه ساقها وبسرعه ساعدها مشعل..
نوف: اعرف امشي..
مشعل: شقالج الدكتور...
نوف: قالي قولي لود عمج ما يخوفج...
ابتسم مشعل لكلامها وركبها السياره وقالها..
مشعل: حسافه... ماقدرت اشرب من القهوه..
نوف: شنو؟..
مشعل: لما شفتج تسوينها تفاجأت ماصدقت..
نوف: ههههه عشان جذي...
مشعل: اي..
نوف: شفت شلون لا انت اللي شربت ولا خالتي اللي شربت...
وصلوا للبيت ودخلت نوف ولقت ابتسام ناطرتها...
ابتسام: ها شقالج الدكتور؟..
نوف: لا الحمد لله حروق خفيفه..
ابتسام: الحمد لله...
نوف: شخبار عبير؟
ابتسام بضحك: اسكتي فشلتنا لما رحنا قعدت تبجي تقول بترد معانا...
نوف بضيق: ليش ما جبتوها... الحين شلون تقعد لحالها معاه
مشعل: مو هذي الفكره انها تقعد لحالها معاه..
لفت نوف وشافت مشعل وراها.. كان متوجه لغرفته وسمع كلامها.. ما تدري ليش حست بالاحراج من كلامه وبسرعه غيرت الموضوع...
نوف: انا تعبانه ببدل وبنام..
ابتسم مشعل بخباثه ودخل غرفته... في اليوم الثاني كان البنات قاعدين يودعون امهم ووابتسام... قالت الام لمشعل واهي متضايقه..
الام: والله يا مشعل ما ودي اخليهم..
مشعل: لا تحاتينهم يا مرت عمي ترى البنات وصايه المرحوم يعني ما يحتاج تخافين عليهم واهم عندي...
الام: والله لو انهم عند غيرك كنت خفت عليهم... بس متضايقه ما ودي اخليهم..
ساره: يمه انتي بتروحين علاج.. يعني روحتج لابد منها..
غدير: يا بعد عمري انتي لا تخافين علينا...
نوف: واحنا كل يوم بنكلمج...
عبير: وبندق على ابتسام نتطمن عليج..
طلعت الام وابتسام وراحوا المطار مع خالد وهذي كانت اول مره تشوف نوف فيها خالد بعد المشكله اللي صارت.. راحت نوف لمشعل الديوان..
نوف: مشعل... ممكن ادخل...
مشعل: شتبين؟..
نوف بعصبيه: عدل اسلوبك ترى مو جايه اتهاوش..
مشعل ببرود: شتبين؟..
نوف: اووف... زين.. بغيت اسالك.. ابتسام سافرت مع خالد.. معناته انك...
فهم مشعل كلام نوف وقال بعد ما نزل الاوراق من ايده..
مشعل: اي... عالجت الموضوع..
نوف: من متى؟..
مشعل: بنفس اليوم اللي تهاوشوا فيه..
نوف بصدمه: شنو؟.. ليش ما قلت لي؟..
مشعل: وليش اقولج؟...
نوف: لانك وعدتني..
مشعل: وانا نفذت وعدي... ما يحتاج اقولج...
تضايقة نوف من اسلوب مشعل وطلعت من الديون واهي مستغربه تصرفه.. مضى شهر على غياب امهم وكان الوضع هادي بالبيت.. كانت نوف تروح جامعتها وترد تذاكر ولا تروح مع غدير تقضي لها كم مشوار.. خلال هالشهر ما كنت تشوف مشعل الا نادرا.. حتى انها مرات تروح للمطبخ على امل انها تصادفه لكن ماله اثر.. حست نوف بضيق وتوتر وشعور ثاني صعب عليها انها توصفه.. معقوله انها حبته لدرجه انها تفكر فيه بهالطريقه..
وبيوم كانت نوف بالجامعه وصادفة ولد عمها فهد
عبدالله: نوف... شلونج؟
نوف: عبدالله؟.. انا بخير....
عبدالله: نوف ممكن اكلمج بموضوع ضروري..
ترددت نوف وما بغت تكلمه لكن عبدالله اصر عليها
عبدالله: نوف احتاج اني اكلمج ضروري.. انا اعرف كافيه قريب نتكلم فيه شرايج؟..
نوف: اي بس.. ما ادري..
عبدالله: نوف الله يخليج... مراح اخذ من وقتج...
راحت نوف معاه للكافيه وقعدت تسمعه واهي متوتره...
عبدالله: نوف.. انا اعرف ان اللي سواه ابوي وعماني غلط... وماكان لهم الحق انهم يسوون جذي..
نوف بعصبيه: وليش تقولي هالكلام؟.. قولهم اهم...
عبدالله: لان الكلام معاهم ضايع...
نوف: وتتوقع انك بتلقى شي معاي..
عبدالله: ولا والله مو هذا اللي قصدته...
نوف: زين ادخل بالموضوع من غير نقاش...
عبدالله: نوف.. شلون مشعل معاكم؟... اهو فعلا يستاهل اللي سواه عمي ناصر عشانه..
استغربت نوف من كلام عبدالله وقالت له بضيق
نوف: انت شتبي بالضبط...
عبدالله: قبل كم اسبوع جانا واحد اجنبي يكلم ابوي واعمامي عن مشعل... كان يسأل عن عمي محمد.. كل اللي فهمته كان قطعة ارض... وفلوس..
انصدمت نوف من الكلام اللي قاله عبدالله وقامت بسرعه من كرسيها... وقالت له واهي مستعجله..
نوف: عبدالله اشكرك على اللي قلته اعذرني لازم امشي الحين...
عبدالله بتعجب: لحضه نوف بتمشين الحين؟..
طلعت نوف بسرعه متجاهله كلامه وبسرعه ركبت سيارتها ودقت على ناصر ولد خالها..
نوف: الو ناصر انت وينك الحين؟... احتاجك بأستشاره قانونيه..
ناصر: هلا نوف... انا بالمكتب ليش شنو فيه؟..
نوف: انا الحين جايتك... وبقولك كل شي..
توجهت نوف لناصر بالمكتب ولما وصلت عنده بسرعه دخلت بالموضوع وقالت له..
نوف: اذا واحد عنده ارض ورثها من امه اجنبيه يقدر ابوه اللي طلق امه انه ياخذ الارض؟
ناصر: شنو؟.. ما فهمت؟..
نوف: الحين مشعل عنده ارض وارثها من امه و ابوه اللي مطلق امه من زمان له حق بالارض؟..
ناصر: على حسب عقد الزواج اللي انكتب..
نوف: موفاهمه..
ناصر: انا افهمج اذا العقد انكتب بالمحكمه وبدوله اجنبيه فعادة يكون نص العقد ان للطرفين الحق بنصف ثروه الاخر.. بس انتي تقولين مطلقه من زمان..
نوف: اي والارض عندها من قبل لا تتطلق... تتوقع ان ابو مشعل يقدر يطالب فيها؟..
تضايق ناصر وماعرف شيقول لنوف وتوتر وشافها بنظرات تدل على المعنى..
نوف: لا مستحيل؟.. عمي لازم ما يدري بهالموضوع..
ناصر: وانتي ليش خايفه؟.. مشعل عنده ثروه كبيره... وتفاجأة بشهرتة بأوربا..
نوف: لان الارض هذي غير... هذي ارض امه.. ماتت عشانها وضحت بنفسها عشان محد يطول منها فلس واحد.. ناصر عفيه ساعدني... مشعل لازم مايعرف اي شي بهالموضوع..
تضايق ناصر من اهتمام نوف وخوفها على مشعل وقال لها..
ناصر: وليش اساعده؟..
نوف مستغربه: شتقصد؟..
ناصر: اقصد شنو راح اخذ بالمقابل؟..
نوف: انت تبي فلوس؟..
ناصر: لاء... ابيج انتي..
كانت كلمات ناصر مثل الرعد على اذن نوف... اهو من صجه يطلب جذي؟..
نوف: ناصر... انت من صجك؟..
ناصر: نوف انتي تدرين شكثر تمنيتج لي وطلبتج للزواج من ابوج قبل لا يتوفى...
قامت نوف بضيق وقالت له بعصبيه..
نوف: ما توقعتك جذي استغلالي... ترى الديره متروسه محاميين ما وقفت عليك...
ناصر: بس انا الوحيد اللي عندي علاقات خارجيه كبيره بالخارج.. وانا الوحيد اللي اعرف مكان عمج محمد... وانا الوحيد اللي راح يقدر يساعدج فورا وحالا...
شافته نوف واهي مومصدقه وحست ان دموعها شوي وتنزل وقالت لها بعصبيه..
نوف: لا شكرا... مثل ماقلت لك الديره متروسه محاميين..
ناصر: نوف... فكري بكلامي.. وانا بانتظار مكالمتج..
طلعت نوف من المكتب ودموعها تنزل... ما عرفت سبب الدموع ولما ركبت السياره حاولت انها توقف دموعها بس حست بنار تحرق قلبها... كان اللي يحرقها ويالمها مو استغلال ناصر لوضع مشعل... كان استغلال ناصر لحب نوف لمشعل... رفضت نوف انها تساعده بسبب كبريائها وعزه نفسها... وهذا اللي كان يجرحها زياده... ردت نوف متاخر للبيت وكانوا خواتها خايفين عليها... كانوا يدقون عليها وتلفونها مايرد... واول ما وصلت البيت شافتها غدير...
غدير: نوف... وين كنت... انتي منتبه للوقت؟... الساعه عشر بليل وين كنتي؟
كانت نوف مصدعه من كثر البجي قالت لاختها بضيق..
نوف: كاني يا غدير وصلت والحمد لله...
ساره: انتي من صجج... اندق عليج وتلفونج يرن وما تردين قلنا اكيد صار فيج شي...
نوف: لا محد دق وانا مو مخليه جهازي صامت...
دخلت نوف ايدها تطلع التلفون من الجنطه ما لقته توقعت انه بالسياره شوي الا تسمع صوت مشعل واهو معصب وعلامات الخوف والقلق عليه...
مشعل: وين كنتي؟... وليش لما ادق ما تردين؟..
نوف: انا اسفه... كنت مع شوق وتعبت شوي.. و..و..
انتبه مشعل لوجهها فعلا كان باين عليها التعب من كثر البجي... وقاطعها مشعل...
مشعل: انتي اكلتي شي؟..
تغيرت ملامح وجهه من الغضب الى الاهتمام..
نوف: ها...اي... بس بروح داري برتاح شوي..
صعدت نوف لدارها متضايقه وحاولت قد ما تقدر انها تتمالك نفسها... وفي اليوم الثاني قعدت نوف مبجر تشوف لها محامي ممكن يساعدها او حتى يفيدها بموضوع مشعل.. اهي ما تبي تكدره بالموضوع وتبي تتصرف مثل ما كانت تتصرف من قبل... ما كنت نوف قليله الحيله او حتى سهله.. تفكيرها كان يدوخ بلد... ولما نزلت المطبخ لقت مشعل قاعد ويشرب قهوه فرنسيه.. شافته نوف بابتسامه واخذت كوب وصبت لنفسها قهوه...
نوف: صباح الخير... قاعد مبجر؟..
كانت ملامح مشعل صلبه وقاسيه ولما انتبهت له نوف سألته بخوف..
نوف: مشعل... فيك شي؟..
طلع مشعل تلفون نوف وحطه على الطاوله ولما شافت تلفونها ابتسمت وقالت له بعفويه..
نوف: تلفوني... وين لقيته..
كان مشعل يرقب قهوته ولما تكلم رفع عينه وشافها بحده وقالها بنبرة جاده:
مشعل: ناصر جابه...
حست نوف ان ودها الارض تنشق وتبلعها... حبت ترقع الموضوع فقاطعها مشعل وقال لها..
مشعل: وشوق جابت كتب محاضراتج لانها تقول ما قدرت تعطيج اياهم بالجامعه لانج طلعتي بسرعه مع ولد عمج...
حست نوف بدوخه قويه كأن حجر كبير ضربها على راسها... قالها مشعل بنبره بارده وبنظرات حاده تمنت نوف انها تختفي بسببها...
مشعل: نوف... انتي شقاعد تخططين له...
ماقدرت نوف تتنفس ولا حتى تتكلم... حست انها مشلوله من كل شي... ودها تتحرك تصارخ تتكلم او حتى تتنفس... ماقدرت انها تتقول شي ضلت واقفه مثل الصنم...
وقف مشعل وتوجه لها ومسك ذراعها بقوه وقالها...
مشعل: انا شسويت... ليش... ليش يانوف؟
نوف: مشعل... انت مو فاهم...
صك مشعل حيل باسنانه وقالها بعصبيه...
مشعل: لاول مره افهمج صح... المره هذي يا نوف مراح اعديها لج ابدا...
نزلت دموع نوف لا اراديا... تركها مشعل وطلع من المكان وصك الباب بقوه... قعدت نوف بمكانها مصدومه... ما عرفت شلون تعبر له... او حتى تشرح له... شلون انربط لسانها بهالطريقه... شلون عجزت وما قدرت تتكلم وتبرر له موقفها... بجت نوف بكل ما فيها من الم.. ظلت نوف بدارها وما طلعت منها... كانت تفكر شلون تشرح لمشعل موقفها ولما شافته داخل الديوان راحت له تبرر موقفها او حتى يعطيها فرصه تشرح له الموضوع.. لما دخلت الديوان شافت مشعل وملامح وجهه تعبر عن حالته النفسيه المحطمه... كانت نوف حب مشعل الابدي.. كان مشعل متعلق فيها ويحبها قبل لا يشوفها وتعلق فيها اكثر لما شافها... حياته كلها مخططه عليها اهي وبس... وفجأه كل هذا ضاع بسبب طمعها وجشعها... كانت تخطط من وراه وترسم عليه... كل هذا يطلع من نوف... كانت هالسالفه مثل طعنة السكين في القلب اذا ازاح السكين راح يموت واذا خله راح يموت... نوف ما طعنته بقلبه بس طعنته بكبريائه وعزه نفسه
نوف: مشعل اسمعني...
مشعل: اطلعي بره...
نوف: لا.. اسمعني بالاول...
مشعل بعصبيه: مراح اسمع لكذبج والاعيبج...
نوف: مشعل بس... اسمعني شوي..
مسكها مشعل بعصبيه وقالها...
مشعل: الى ان ترجع خالتي من السفر انا مجبور اقعد عندكم... وبعدها اوعدج اني راح انساج
نزلت دموع نوف لما سمعت كلماته وعجزت انها تنطق بعدها... طلعت من الديوان واهي مكسوره... مكسوره الكبرياء.. مكسوره القلب... مكسوره الخاطر.. راحت دارها ومسكت تلفونها واستجمعت كل قوتها ودقت...
نوف: ناصر... انا موافقه...
ناصر: اكيد.. ترى مافي مجال لتراجع...
نوف: اي.. انا متاكده... بس انت وعدتني بانك راح تساعده..
ناصر: الحين بحجز على اول طياره...
صكت نوف التلفون دفنت راسها بالوساده تكتم صرخة الحزن والالم... مر اسبوع وامهم على وصول وكل البنات ينتظرون ابتسام وامهم على احر من الجمر ومن المكالمات اللي توصلهم من ابتسام قدروا يتطمنون على امهم ويعرفون ان العمليه نجحت... لما وصلت امهم ركضوا لها و سلموا عليها.. كانوا مشتاقين لها موت وكانوا يدعون لها بكل صلاة ترجع لهم بالسلامه.. ولما قربوا من ابتسام عشان يسلمون عليها بعدهم خالد وقال لهم بتهديد..
خالد: لا احد يقرب... وخروا عنها...
شافته ابتسام بخجل وقالت له..
ابتسام: خالد... بس عاد ترى انا ما قلت لهم..
غدير: ما قلتي شنو؟..
خالد: ابتسام حامل...
صرخوا البنات كلهم وركضوا على اختهم وضموها وحبوها وحضنوها لدرجها ان صعب على خالد ان يفكها منهم... راحت الام لمشعل وشكرته وقالت له...
الام: يعطيك العافيه يا مشعل... وعز الله ينشد فيك الظهر...
مشعل: يا مرت عمي اهم شي عندي سلامتج انتي والبنات.. واذا ما يضايقج بشي بغيتج بموضوع..
كانت نوف تراقبهم من بعيد وقلبها يتقطع خايفه لا يقول مشعل لامها انه بيروح وبيخليهم ولما انتبه مشعل لنظراتها طلب من مرة عمها انهم يروحون لمكان ثاني... ولما قعدوا لحالهم تكلم مع مرت عمه وقال...
مشعل: انا اسف يا مرت عمي لاني ما خليتج ترتاحين بس عندي موضوع وضروري اكلمج فيه...
الام: تكلم يا مشعل ولا تخش شي...
مشعل: والله الموضوع راح يفرحج وان شاء الله ربي يكتب فيه الخير..
الام: قول يا مشعل...
مشعل: في واحد طلب ايد ساره مني...
استانست الام لما عرفت ان في احد متقدم لبنتها والاحلى من هذا انه من طرف مشعل..
مشعل: واهو رفيحي وقريب مني حيل... وبصراحه شهادتي فيه مجروحه بس والله يا مرت عمي اضمنه لج بنفسي...
الام: هذي الساعه المباركه... خليه يجي وتشوفه البنت وتقرر وانا ما عندي مانع... وان شاء الله يا مشعل افرح فيك انت ونوف
ابتسم مشعل لمرت عمه وما حب انه يضايقها واستاذن منها وطلع... ولما شافته نوف طلع من الغرفه ركضت عند امها وقالت لها..
نوف: يمه مشعل شكان يبي؟...
الام: قعدي خليني اقولج..
كانت الام متحمسه لسالفه الزواج حتى لما جاهم سالم عشان يشوف ساره كانت اول الموافقين عليه... وكانوا ناطرين رد ساره... طبعا ساره نقعتهم يومين عشان توافق... لكن طلعت لهم مشكله جديده... منو اللي بيملج على ساره؟...
عبير: زين مايصير عمي فهد يجي...
غدير: انتي هبله... اكيد بيقول كم تدفعون...
نوف: او بيقول لعمي مبارك... وحزتها مراح نخلص من حنته...
الام: زين ندفع لهم كم فلس عشان نملج على ساره...
دخلت عليهم ساره واهي متضايقه...
ساره: انتوا والله تفكرون بهالموضوع؟.. انا قلت اللي عندي...
ابتسام: ساره بس مو حلوه بحقج...
ساره: بس حلوه لما ادفع المهر لعمامي... انا كبيره وواصله لسن القانوني واقدر ازوج نفسي بنفسي... ما يحتاج استئذن منهم... اروح المحكمه واسوي العقد وخلاص...
عبير: وبعدين ما تعرفين راي سالم بالموضوع...
ساره: سالم رفيج مشعل واكيد عارف وضعنا عدل...
نوف: ساره انا مع ابتسام... ترى احسها قويه...
نزلت دموع ساره واهي تدافع عن رايها..
ساره: بس مو قويه اني اقعد تحت رحمتهم... مو قويه ان يوقف نصيبي بسبب الفلوس..
راحت ابتسام تحضن اختها وتهديها... والام وافقت على قرار ساره... وفعلا ملجت ساره من ثاني يوم... سوت ساره حفله بسيطه بالببيت وبعدها سافرت مع رجلها..
طول هالفتره كان مشعل يتجنب نوف ونفس الشي مع نوف.. اهي تعرف انها مهما وضحت لها وشرحت له مراح يصدقها... وحتى اذا صدقها اهي مراح تكون له... اهي عطت كلمه لناصر وراح تحترمها عشان تساعد مشعل...
اليوم عرس غدير وما بقى شي وتدخل الصاله... ونوف اللي معاها البوكيه متاخره بسبب دموعها اللي هلت عليها فجأه... دخلت عليها شوق واهي معصبه...
شوق: نوف وينج... غدير ناطرتج الحين بتدخل الصاله... نوف انتي تبجين؟...
نوف: لا بس عيوني تحرقني من المكياج...
ضمتها شوق وقالت لها..
شوق: يلا هانت ما بقى غيرج... ورجلج موجود
ابتسمت نوف لشوق بمراره وقالت لها...
نوف: اي... ادري...
شوق متفاجأه: شنو يعني انتي تعرفين عن الموضوع...
نوف مستغربه: شنو... اي موضوع؟..
دخلت عبير معصبه...
عبير: البوكيه وينه؟...
طلعوا كلهم مع بعض وتركوا سوالفهم الجانبيه... كان عرس غدير ممتع ومتعب بنفس الوقت ولما انتهى كل وحده ردت بيتها وضلت نوف مع امها... استوحشت نوف البيت وراحت عند امها وسمعت مشعل يكلمها...
مشعل: تذكرين يا مرت عمي لما قلتي لي انج مسامحتني بنوف...
الام بضيق: اي يا مشعل وانا عند كلمتي...
مشعل: اعذريني يا مرت عمي... شكلي مراح انفذ هالجزء من الوصيه...
تضايقت الام وقالت له والكلام مو طالع من قلبها...
الام: روح يا مشعل عسى ربي يوفقك معها او مع غيرها...
بلع مشعل ريقه بقوه و طلع من الغرفه وشاف نوف واقفه بنفس ملابس النوم اللي شافها فيها من اول مره... شافها مصدومه ومكسوره ودموعها تصارع جفونها... منظرها هز مشاعره بقوه تضايق لما شافها بهالمنظر... بس نزل عينه وكمل طريجه... راحت نوف لدارها وعرفت ان ابوها كان يتمناها لمشعل وحتى انه وصى مشعل عليها... قامت نوف على اذان الفجر راحت توضت وصلت... طلت نوف على الديوان وانتبهت ان في جنطه سفر موجوده بره... معقوله تكون هذي جنطه مشعل؟.. معقوله مشعل بيسافر... وبيخليها... حست نوف بالخوف لاول مره بحياتها... ماكنت تبي مشعل يروح... كانت تبيه يضل عندها.. يضل معاها ويحميها.. راحت نوف تلقائيا لديوان... ولقت مشعل مرتبه وشايل كل اغراضه... اول مره من بعد وفاة ابوها لقة الديوان نضيف... ومافي اثر لمشعل انتبهت لصوته يكلمها واهو لابس ملابس عمليه لكنها انيقه..
مشعل: شتسوين هني؟..
لفت نوف عليه واهي مصدومه... من منظره.. وقالت له
نوف: انت بتسافر؟..
مشعل: اي... انا نفذت وصية المرحوم... والحين بشوف حياتي...
ما كانت نوف تبيه يروح قالت له واهي تمنع دموعها من الانهيار...
نوف: بس.. انا جزء من وصية ابوي...
شافها مشعل بنظرات حاده حست فيها ان روحها تطلع...
مشعل: مو كل شي اقدر انفذه...
نوف: مشعل انت مو راضي تسمعني...
مشعل بصوت عالي: نوف بس... لا تنزلين نفسج اكثر من جذي... خلاص من البدايه كنت عارف اني ما اقدر اروضج... من البدايه كنت تلعبينها علي صح؟.. المشكله اني بغبائي وثقت فيج و صدقتج... حتى اني توقعت انج تحبيني...
نوف: مشعل.. انا..
ما كان مشعل مستعد يسمع منها اي شي وقالها يقاطعها..
مشعل: بس... نوف... انتهينا... ما في شي اضل عشانه...
اخذ مشعل جنطته ومشى... ركب سيارته وكان اخر شي شافه لحب حياته اهو وجهها الحزين ودموعها... كان مشعل يسحب رجوله بقوه عشان يبتعد عنها... ماكان يبي يتحرك كان يبي يرجع لها ويمسح دموعها... يبي يضمها لصدره ويحس فيها واهي بين ايده... كان مشعل يعاني من صراع قوي بين كبريائه وبين حبه... ماقدر يسمع لنوف ولا حتى يغفر لها... راقبته نوف واهو يبتعد عنها وحست انه بكل خطوه ياخذها يسحب معاه روحها... غمضت نوف عينه ونزلت دموعها... مسكت نوف تلفونها وكتبت لمشعل اخر حروف ممكن تكتبها او تقولها له..
سأكتفي بدمعي وحزني...
فالصمت كبرياء...
والحزن كبرياء...
اذهب...
اذا اتعبك البقاء...
مر اسبوع ورجع ناصر من السفر واول شي سواه انه دق على نوف وطلب انه يشوفها.. دخل لديوان وقعد مع نوف وقالها..
ناصر: انا لما سافرت انصدمت من حجم الارض وموقعها... يعني هالارض لو يفكر يبيع جزء منها يعيش ملياردير طول حياته..
نوف: وانت شنو قدرت تسوي؟...
ناصر: رحت للمحكمه واطلعت على عقد الزواج ولقيت فعلا ان ام مشعل ماذكرته ضمن املاكها وعشان جذي ما تقسمت بعد الطلاق وابو مشعل يقدر يطالب بنصف الارض...
نوف بضيق: يعني ما سويت شي...
ابتسم ناصر وقال لها بثقه...
ناصر: هههه.. اصبري وتجيج السالف... بعدها سافرت لامريكا اقابل عمج محمد واكلمه عن هالموضوع...
نوف بعصبيه: شسويت!؟ انت من صجك؟...
ناصر: نوف انطري الله يهديج... انا لما كلمته بالبدايه كان منصدم وبعدها قلت له ان جد مشعل يدور عليه عشان يبي يقنعه يرفع قضيه ضد ولده وياخذ نص هالارض...
نوف بعصبيه: وطبعا عمي كالعاده من يسمع كلمه الفلوس يقولك ابيع ولدي معاها...
ناصر: هالمره هذي لاء...
نوف بصدمه: شنو؟...
ناصر: مثل ما سمعتي... لما عرف اللي يخطط له جد مشعل سوى عقد تنازل عن الارض لولده وقال انه ما يطالب مشعل باي شي...
نوف مصدومه... شنو... معقوله عمها محمد يسوي جذي؟.. اذا اهو باع مشعل ولده... يتنازل عن الفلوس؟..
نوف: انت متأكد انك رحت لعمي محمد...
ناصر: ههههه اي الله يهديج  كلمت عمج محمد بنفسه... وهذي الاوراق والعقود اللي تلزم مشعل... الا وينه ما شفته...
نزلت نوف راسها بحزن... وقالت وهي تتصنع القوه...
نوف: راح... يعيش حياته...
شافها ناصر وشاف شكثر مشعل مأثر عليها... وقالها...
ناصر: نوف... انتي تحبيه... واللي خلاج توافقين على الزواج مني اهو حبج لمشعل...
تفاجأة نوف لكلماته... اهي فعلا تعرف هالشي بس ما توقعت انه واضح عليها لدرجه ان ناصر لاحظ هالشي.. قالت له بتوتر
نوف: لا... انا اصلا لما وافقت كنت
ناصر مقاطعها: نوف... انا مو اعمى... انا قدرت الاحظ هالشي عليكم..
نوف بتعجب: علينا؟..
ناصر: اي... لما جبت تلفونج وعطيته لمشعل... الاعمى يقدر يحس بنار الغيره اللي اشتعلت داخله لما قلت انج كنت عندي بالمكتب...
نوف: ناصر.. لا تتكلم عن شي انتهى... مشعل سافر... وعاش حياته..
سكت ناصر لان من كلام نوف ما في كلام ينقال بعده... طلع ناصر من عندها اما نوف دقت على ساره تسأل اذا رجلها سالم يقدر يستلم الاوراق المهمه ويعطيها لمشعل... وبالعكس سالم ما مانع لانه كان يبي اي شي يرفع معنويات مشعل بعد ما عرف ان جده يبي يتفق مع ابوه ضده وكان متوقع ان ابوه ممكن يسوي اي شي عشان الفلوس... لكن نوف اشترطت انه مايقول لمشعل ان الظرف منها...
كان مشعل بمكتبه اللي ببريطانيا عطاه سالم الظرف وماقاله منو صاحبه...
مشعل: شنو هذا؟..
سالم: ما ادري.. اتوقع معلومات خطيره..
مشعل: من وين اخذته؟....
سالم: لقيته بالمكتب...
فتح مشعل الظرف لقى فيها عقد التنازل مال ابوه عن الارض والاوراق والمستندات اللي تدل على امتلاك مشعل للارض بشكل قانوني... تفاجأ مشعل من الاوراق وشاف سالم منصدم..
مشعل: سالم وين لقيت هالظرف؟...
سالم: ما ادري... لقتيه موجود بالمكتب...
مشعل: مستحيل... هالظرف فيه عقد تنازل ابوي عن الارض والاوراق الرسميه لعقد الزواج والطلاق لامي وابوي... وفيه عقد تقسيم الاملاك.. هالاوراق شلون وصلت لمكتبي؟..
سالم: وانت ليش متضايق؟... المفروض انك ترتاح...
مشعل: بس... منو اللي سوى هذا كله؟..
شاف مشعل الاوراق وحاول انه يطلع منها معلومات عن صاحبها... ومثل ما توقع.. كانت الاوراق تحمل شعار مكتب ناصر للمحاماه... لكن شدخل ناصر بالسالفه؟.. وليش سوى جذي؟..
وبسرعه مسك مشعل تلفونه واتصل على ناصر كان بيعرف ليش سوى كل هذا؟..اهو ماطلب منه شي.. اصلا ما قاله عن الموضوع...
ناصر: الو...
مشعل: الو ناصر... معاك مشعل..
ناصر: هلا.. هلافيك..
مشعل: ناصر الاوراق اللي طرشتهم لي منو طلب منك تسويها؟.. انا ماقلت لك عن الموضوع شلون عرفت؟..
ناصر: شنو نوف ما قالت لك؟..
مشعل: نوف؟!.. شكو نوف بالموضوع؟..
ناصر: نوف طلبت مني اني اشوف مشكلة الارض..
كان مشعل منصدم معقوله نوف تطلب من ناصر من دون علمه...
مشعل: نوف سوت جذي؟.. متى؟..
ناصر: اي.. لما نست تلفونها عندي بالمكتب.. كانت متضايقه بسبب هالموضوع لان عبدالله ولد عمها قال عن مؤامره جدك واعمامك.. وكانت تستفسر عن الموضوع... وتسال اذا كنت اقدر اساعدها... ليش معقوله نوف ما قالت لك كل هذا؟..
الكلام اللي قاله ناصر مثل الصاعقه اللي ضربت مرتين بنفس المكان... اهو ظلم نوف لما كانت عند ناصر وظلمها مره ثانيه بسبب عبدالله... بس ليش نوف ما قالت له؟... ليش ما بررت موقفها... تذكر مشعل لما ما عطى نوف فرصه انها توضح له او حتى تشرح له الوضع... بلع مشعل ريقه بقوه وحس انه يختنق.. اهو ظلمها وراح عنها.. اهي كانت تدري انها مظلومه.. نوف كانت تعرف ان مشعل ظالمها... لكنها ماتكلمت... ظلت ساكته.. بسبب كبريائها ما فرضت نفسها عليه.. ما ترجته انه يسمعها.. فتح مشعل ربطة عنقه عشان يقدر يتنفس.. حس ان كل هالمواقف اللي صارت مع نوف صارت ترد له على شكل فلاشات...
سالم: مشعل... شفيك؟..
ما كان مشعل يسمع كلام سالم كان كل اللي يسمعه اهو عقله ويحثه انه يركب اول طياره للكويت ويرجع يعتذر لنوف.. يرجع لها ويكمل اخر جزء من الوصيه... ان يكون مع نوف.. ركض مشعل بسرعه تارك سالم رفيجه مستغرب من الوضع اللي صار... وفعلا نفذ مشعل كلام عقله وركب اول طياره راجعه للكويت...
بهالوقت رن جرس البيت و فتحت روزا الباب وتفاجأت من الرجال اللي دخل وطلب منها انها تنادي نوف... ركضت روزا وقالت لها
روزا: مدام نوف في رجال داخل ديوان يبي انتي..
نوف: منو هذا ما تعرفينه؟..
روزا: لا مدام نوف انا اول مره يشوف...
لبست نوف لفتها وطلعت للديوان ولما شافت الشخص اللي واقف جدامها انصدمت.. مو معقوله اللي تشوفه جدامها...
نوف: عمي؟..
العم محمد: هلا... هلا ببنت الغالي...
بجى عمها لما تذكر اخوه المتوفي... مرت سنه تقريبا على وفاته وتوه يرد... لما شافته نوف حست بحزن وشفقه عليه... كان منظره يدل على التعب والمرض حتى كان صعب عليه انه يوقف... راحت نوف وسلمت عليه
نوف: هلا فيك... عمي انت ليش خليت العلاج؟.. حالتك الصحيه ما تسمح لك انك تقوم من الفراش اصلا... شلون قدرت على السفر...
قعد العم محمد بتعب عللا الكرسي وكانت نوف ساندته... وقالها..
العم محمد: وين مشعل؟.. ابي اشوفه...
تفاجات نوف من طلب عمها معقوله بعد كل هالسنين تبي تشوف مشعل...
نوف: عمي انت جيت متأخر... مشعل سافر من اسبوعين..
العم محمد: متى يرد؟..
نزلت نوف راسها وقالت له بضيق...
نوف: عمي.. مشعل مراح يرجع...
نزلت دموع عمها بحزن وقاله بضيق وبتعب..
العم محمد: انا ابي اشوفه... تكفين يانوف خليني اشوفه..
بجى العم محمد وكأنه الطفل اللي يبي شي بشده وما اخذه.. كانت دموع العم محمد حقيقيه ما كان فيه كذب وخداع لدرجه ان عين نوف دمعت معاه...
العم محمد: انا اول ما قالي ناصر ولد خالج ان مشعل بالكويت كنت ابي اطلع واسافر واشوفه.. لكني ما قدرت اتحرك بسبب الكيماوي.. حاولت اطلع من المستشفى باسرع وقت عشان اشوفه..
نوف: عمي انت ما خلصت علاج كنت نطرت الى ان ينتهي علاجك وبعدها تعال..
العم محمد: انا مرضي وصل لحاله متقدمه يعني ماله علاج.. كل اللي قاعد اسويه اني امدد يوم من موتي...
ما عرفت نوف ترد عليه منظره كان يدل على التعب الشديد وكان متلهف يشوف ولده..
العم محمد: تكفين يانوف دقي عليه... خليه يجي.. انا ادري انه مراح يرضى يقابلني..
نوف بضيق: للاسف يا عمي انا المفروض اكون اخر شخص تطلب منه هالطلب.. حتى انا مشعل ما يبي يشوفني...
بجى عمها محمد بضيق وما قدر يمنع نفسه وقال لنوف..
العم محمد: انا ابيه يسامحني... انا غلطت كثير بحقه... ان ظلمته وظلمت امه... انا ابيه يسامحني...
بجت نوف من كلام عمها وحاولت انها تهديه ولكنه قاطعها وكمل كلامه..
العم محمد: انا راح اموت وانا ماسويت شي صح... انا ابي اكفر عن ذنبي.. ابي مشعل يغفر لي اللي سويته فيه.. مشعل مر بمعاناة كثيره... واكثرها بسببي...
نوف: عمي.. اهدى شوي تكفى لا تسوي بنفسك جذي.. وانا بحاول اكلم مشعل واشرح له الوضع..
قامت نوف من عند عمها ودخلت البيت ولقت امها واقفه مستغربه دموع بنتها..
الام: نوف... ليش تبجين؟.. ومنو اللي بديوان؟..
نوف: يمه هذا عمي محمد... كان يبي يشوف مشعل...
الام بضيق: جا متاخر...
نوف: يمه تكفين كلمي مشعل قوليله يجي..
الام: انتي من صجج اكيد مراح يجي.. اهو لو بيشوف ابوه كان راح له..
نوف: زين جذبي عليه قولي له انج تعبانه...
الام: تدرين زين اني ما اعرف اجذب... دقي انتي عليه..
نوف: يمه انتي تعرفين انه ما يبي يكلمني ولا حتى يسمع صوتي...
الام: حاولي... عشان هالمسكين عمج...
مسكت نوف تلفونها واتصلت على مشعل بعد تردد ولقت الجهاز مغلق... صكته بضيق كانت تبي تساعد عمها بس للاسف المحاوله باتت بالفشل من البدايه.. راحت نوف لعمها ولقته نايم بالديوان.. اهي كانت تعرف ان مرض عمها يخليه تعبان وعلى طول يحتاج للراحه.. دخلت للبيت وجابت له بطانيه وخلته نايم.. في الصبح قامت نوف تسوي ريوق لعمها و راحت لديوان.. لقت عمها قاعد بضيق حاولت نوف انها تغير من ملامح الحزن وقالت له..
نوف: عمي سويت لك ريوق راح يعجبك..
ابتسم لها عمها بمراره وقالها..
العم محمد: مشعل ما رد عليج؟..
توترت نوف وابتسمت ابتسامه متصنعه...
نوف: لا ما رد... لان جهازه مغلق وانا بحاول ادق عليه مره ثانيه.. بس خلينا نتريق الحين
ما اشتهى العم محمد الاكل لكنه كان يجامل نوف بلقمه او لقمتين عن خاطرها.. ونوف تعرف ان عمها ما يبي ياكل لكنها كانت تغصبه بسبب حالته الصحيه... قامت نوف وشالت الصينيه وردتها للمطبخ مسكت تلفونها وقبل ما تدق ترجت الله ان مشعل يرد عليها رن التلفون لكن نوف سمعت صوته... شلون تقدر تسمع صوت تلفون مشعل.. وقبل ما تنتبه رد مشعل..
مشعل: نوف..
انتبهت نوف ان مشعل واقف وراها وسمعت صوته... لفت عليه وشافته توقعت انها تتخيله مو معقوله هذا مشعل واقف جدامها.. كان واضح على مشعل انه جاها ركض من بريطانيا للكويت..
ابتسم لها مشعل وقرب منها وقالها بصوت قريب من الهمس...
مشعل: انا اسف..
اشتاقتله نوف بقوه خلال هالاسبوعين.. لما شافته كان ودها تركض له وتضمه ولما قال لها هالكلمتين نزلت دموعها وقالت له واهي تمسحها..
نوف: انا اسفه..
مشعل: ليش تعتذرين؟.. انتي ما جرحتيني كثر ما انا جرحتج..
نوف: يكفي انك جيت...
مشعل: ما كان المفروض اني امشي..
نوف: بس رجعت لي..
مشعل: بعد ما جرحتج..
سكتت نوف ما عرفت شتقوله.. كان مشعل يأنب نفسه بنفسه.. كان متضايق من اللي سواه فيها.. ويبي من نوف انها تسامحه...
مشعل: سامحيني...
ابتسمت نوف لما شافت نظرة الامل اللي انرسمت بعيون مشعل وعرفت ان الامور راح تكون بخير... رن جرس الباب وروزا فتحت وكان العم مبارك.. دخل وسأل عن اخوه... اهو كان يدور عن اخوه محمد بعد ما عرف عن الارض ووصله خبر انه راح لبيت ناصر... لما شافه مشعل داخل للبيت طلع من المطبخ وكلمه قبل لا يدخل للديوان...
مشعل: انا وضحت لك ان وجودك بهالبيت غير مرغوب فيه..
تفاجأ العم مبارك من وجود مشعل وتوتر... اما العم محمد قام لما سمع صوت ولده..
العم مبارك: انت هني؟.. توقعتك سافرت..
مشعل: اسف لتخييب ضنك...
العم مبارك: انا جاي عشان اشوف اخوي..
مشعل: ليش مضيع المقبره؟..
ضحك العم مبارك وقاله...
العم مبارك: لا ادلها... بس انا ما قصدت ناصر... انا جاي عشان محمد..
مشعل بتعجب: انت شقاعد تقول؟..
مسكته نوف وشافته بتوتر وقالت له
نوف: مشعل... عمي..
العم محمد: مشعل..
قطع العم محمد كلام نوف.. لانه كان مشتاق يشوف ولده لكن رده فعل ولده كانت تجرح..
وجه مشعل كلامه لنوف بعصبيه وقالها ..
مشعل: هذا شيسوي هني؟..
نوف: مشعل عمي محمد كان...
مشعل: انت.. اخذ اخوك واطلعوا بره..
مسكته نوف بقوه حاولت انها تشرح له الوضع لكن الكل صار يتكلم بنفس الوقت..
العم محمد: مشعل انا بشوفك..
العم مبارك: محمد تعال معاي ماعليك منه..
مشعل: انا ما ابي اشوف احد فيكم... بره..
عصبت نوف الكل صار يصارخ مشعل طلع من طوره لما شافهم ومو قادر يسمع صوت نوف بسبب عصبيته.. صارخة نوف عشان توقفهم وقالت..
نوف: بــــــــس... بسكم صراخ...
سكت الكل وشاف مشعل نوف بعصبيه وكملت نوف كلامها ووجهته لعمها مبارك..
نوف: عمي ترى عمي محمد تنازل عن الارض لمشعل.. يعني اللي انت جاي تخطط له موضوعه منتهي وخالص..
العم مبارك: شنو؟.. محمد انت من صجك؟..
العم محمد: خلاص يا مبارك... انا تعبت.. انا ما ابي شي خلاص... كل اللي ابيه ان مشعل يسامحني..
كان مشعل ساكت وما علق على كلام ابوه وقال العم مبارك..
العم مبارك: انت من صجك؟.. تخلي واحد مثل هذا يقص عليك؟..
العم محمد: مشعل ما قص علي... انا تنازلت له بنفسي... انا بين الحيا والموت.. الفلوس مراح تنفعني وانا بهالوضع... وانا عشان الفلوس سويت اشياء كان المفروض اني ما اسويها..
مشعل بأستحقار: توه يصحى ضميرك؟!..
نزل العم محمد راسه وقال ودموعه تنزل..
العم محمد: انا ادري اني غلطت وادري اني لو مهما سويت مراح تغفر لي... لكن شوف حالي يامشعل.. انا اللي خسرت.. خسرت المرأه اللي كنت اعشقها.. خسرت ولدي... وخسرت اخواني.. وخسرت صحتي... وكل هذا عشان الفلوس..
العم مبارك: وراح تخسر اكثر اذا تنازلت عن الارض له..
العم محمد بعصبيه: مبارك خلاص.. انا تعبت.. انا مراح احارب ولدي.. انا ظلمته بما فيه الكفايه.. ظلمته بجشعي وطمعي.. وانا مراح اظلمه مره ثانيه..
طلع العم مبارك من البيت بعصبيه... سمع اللي يكفيه وعرف ان وجوده ماله داعي فسحب نفسه.. اما مشعل كان يشوف ابوه شلون صارت حالته ... المرض واضح انه اشتد عليه.. ملامح وجهه تعبانه ومرهقه.. راحت نوف واسندت عمها وقالت لمشعل..
نوف: مشعل.. انت ظلمتني وطلبت مني اني اسامحك... وانا راح اسامحك بس بشرط ..
شافها مشعل بدهشه وكأنه عرف شرطها قبل لا تقوله..
نوف: اذا سامحت عمي محمد راح اسامحك..
صك مشعل اسنانه بعصبيه.. وقال لنوف
مشعل: نوف لا تتدخلين بالموضوع.. هذا شي بيني وبينه..
نوف باصرار: انا قلت اللي عندي.. والقرار بأيدك..
مشعل: نوف... انا ضيعتج من ايدي مره ومستحيل اكرر هالشي..
العم محمد: تكفى يا مشعل سامحني.. انا ما اقدر اكفر عن ذنوبي اللي سويتها فيك.. لكني اطلب منك انك تسامحني...
سكت مشعل لفتره وشاف ابوه وحس انه اخذ عقابه بهالدنيا.. عاش وحيد من غير زوجه وعيال. من غير حلال او ممتلكات.. ولا حتى اهل... والادهى من هذا انه اصاب بنفس المرض اللي صاب امه... وايامه في هذي الدنيا معدوده... شاف مشعل ابوه بأبتسامه وقاله بنبره صوت جاده..
مشعل: بس عندي شرط...
العم محمد بحماس: اطلب اي شي... اي شي يا ولدي
شاف مشعل نوف وابتسم لها ابتسامه حلوه وقال لابوه..
مشعل: انك تزوجني نوف...

النهايه...


غــســـق          

هناك 10 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اطول انتظار لروايه في التاريخ من ٢٠٠٩-٢٠١٦ و نحن ف الانتظار ... يعطيك العافيه .. كنت اتمنى اشوف ردت فعل نوف معليش حسيت بحزن..حسيت نهاية شئ ما كان لازم يتنهي خلص .... شكرا خنقتني العبره

    ردحذف
  3. اطول انتظار لروايه في التاريخ من ٢٠٠٩-٢٠١٦ و نحن ف الانتظار ... يعطيك العافيه .. كنت اتمنى اشوف ردت فعل نوف معليش حسيت بحزن..حسيت نهاية شئ ما كان لازم يتنهي خلص .... شكرا خنقتني العبره

    ردحذف
  4. اوووووووووووووووميقااااااااد ما اصدق دخلت المدونة بس كذا اتمشى ما توقعت النهاية موجودة ياربييييييي مو مصدقةة
    حمااااااااسسس حماسسس
    ان شاءالله لي تعليق ثاني اذا قرت البارت
    يعطيك العاافية

    ردحذف
  5. يااااااااااربي كيوووووووووت مرةة تجنن الرواية
    يعطيك العافية مرة تججننن
    وبس

    ردحذف
  6. الله يعطيك العافية،دخلت قلت راح اقرأ الجزء الخامس أصبر نفسي فيه و لما شفت الجزء الأخير ما صدقت !
    أول و أروع رواية قرائتها، يعطيك العافية و سلمت يداك :*

    ردحذف
  7. أكثر مايميز روايتك هو
    قربها من الواقع أكثر من الخيال مما يجعلها ممتعة أكثر ويميزها عن أغلب الروايات
    ثاني شي: مافيه ألفاظ أو تعبيرات خارجة عن حدود الأدب
    يعني باختصار رواية ممتعة ومحترمة..

    ردحذف
  8. شكرا لكي ايتها الكاتبه
    بصراحه الروايه رائعه جدا

    ولكن لو كانت الختاميه بشكل افضل

    تغيير تصرفات الاعمام وخساره الجد
    يعني يكون فيه اكشن شوي

    عالعموم من اروع روايات اللي قراتها
    يكفي ان مشعل هو اسمي
    ولا اعلم هل ستكون زوجتي باسم نوف ام لا
    الاهم انها تكون مميزه

    ردحذف
  9. مع اني احس ان الروايه ناقصه و هذه مو كل التكمله بالنسبه للسنين الي انتظرنا فيها تكملة الروايه بس مع ذلك انا فرحانه من قلب انه اخيرا كملتي الروايه و شكراا مره على هذه الروايه الي تجنن💖 و الي اعتبرها اجمل روايه قريتها لحد الان و ياريت تكتبين روايات ثانيه بس على شرط تكمليها 😂😂❤❤

    ردحذف